البرلمان الأرجنتيني يفتح تحقيقًا رسميًا في فضيحة عملة “ليبرا”
وافق مجلس النواب الأرجنتيني على فتح تحقيق رسمي في فضيحة عملة “ليبرا”، عقب انهيارها الذي تسبب بخسائر تجاوزت 280 مليون دولار لحوالي 75 ألف متداول.
خلال جلسة خاصة عُقدت في 8 أبريل، أيّد المشرّعون ثلاثة قرارات تهدف إلى كشف ملابسات إطلاق هذه العملة المثيرة للجدل وانهيارها السريع. وقد تضمن القرار الأول إنشاء لجنة برلمانية للتحقيق في الفضيحة، ونال تأييد 128 نائبًا.
كما صوّت المجلس لصالح استدعاء عدد من كبار المسؤولين الحكوميين للمساءلة، بينهم رئيس الأركان غييرمو فرانكوس، ووزير الاقتصاد لويس كابوتو، ووزير العدل ماريانو كونيو ليبارونا، ورئيس هيئة الأوراق المالية الوطنية روبرتو سيلفا.
أما القرار الثالث، فيلزم السلطة التنفيذية بتقديم تقارير مفصلة حول تطور العملة ودور الحكومة في الترويج لها. وقد جرى تمرير هذه الإجراءات الثلاثة بدعم قوي، على الرغم من اعتراض بعض نواب حزب “لا ليبرتاد أفانزا” الحاكم. ودعت أحزاب المعارضة إلى تعزيز الشفافية والمساءلة، إذ قال النائب ماكسيميليانو فيرارو عن “الائتلاف المدني”: “للمجتمع الحق في معرفة الحقيقة”. كما حذر نواب آخرون من تجاوزات السلطة التنفيذية، مطالبين باحترام المسار القضائي.
وتعود بداية الفضيحة إلى 14 فبراير، حين روّج الرئيس خافيير ميلي للعملة عبر منشور على منصة X، واصفًا إياها بأنها وسيلة “لدعم الاقتصاد الأرجنتيني”. وقد ارتفعت قيمة “ليبرا” بنسبة تجاوزت 3000% فورًا، قبل أن تنهار بنسبة 90% بعد ساعات من حذف المنشور. وأدعى ميلي لاحقًا أنه لم يكن على دراية بتفاصيل العملة، فيما قلّلت حكومته من أهمية الترويج، معتبرةً إياه مجرد دعم لريادة الأعمال.
لكن التحقيقات اللاحقة كشفت أن جهات داخلية، من بينها شركة Kelsier Ventures، ربما حصلت على كميات كبيرة من العملة قبل إطلاقها، وتلاعبت بالسيولة لتحقيق أرباح قُدّرت بأكثر من 110 ملايين دولار. كما تم رفع سلسلة من الدعاوى القضائية ضد شخصيات رئيسية ساهمت في تطوير العملة.
وفي 18 مارس، رفعت شركة “بورويك” للمحاماة دعوى قضائية جماعية في نيويورك ضد شركات “كيلسيير فينتشرز”، و”بروتوكول كي آي بي”، و”ميتيورا”، متهمةً إياها بممارسات احتيالية وتلاعب بالسوق. وتشير وثائق المحكمة إلى أن المطورين حجبوا 85% من عرض التوكن، مما سمح للمطلعين باستنزاف السيولة عند الإطلاق، في حين خُدع المستثمرون الأفراد بوعود كاذبة حول انتعاش اقتصادي مزعوم.
وقد تسببت الفضيحة بردود فعل سياسية قوية داخل البلاد، حيث يرى مشرّعون من مختلف التيارات أن تعامل الرئيس ميلي مع القضية يقوّض صورته كمناهض للفساد، ما قد يضرّ بمصداقيته السياسية مع اقتراب انتخابات التجديد النصفي المرتقبة في وقت لاحق من هذا العام.
إخلاء المسؤولية: يعكس محتوى هذه المقالة رأي المؤلف فقط ولا يمثل المنصة بأي صفة. لا يُقصد من هذه المقالة أن تكون بمثابة مرجع لاتخاذ قرارات الاستثمار.
You may also like
انتقل مؤسس FTX سام بانكمان فريد إلى سجن كاليفورنيا متوسطة الأمن المعروف بالعنف
يقول بنك الاحتياطي الفيدرالي إن التخفيضات في الأسعار لا تزال ممكنة للاقتصاد الأمريكي - متى وكيف وسط التعريفة الجمركية؟
تتعاون شركة Centrifuge مع Wormhole لإطلاق نظام بيئي متعدد السلاسل للرمز المميز
ترامب يُلغي قاعدة وسطاء التمويل اللامركزي عبر توقيعه قانونًا جديدًا
Trending news
المزيدأسعار العملات المشفرة
المزيد








